شهدت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية خسائر الجلسة المبكرة بعد إعلان أن الرئيس جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا من حيث المبدأ على عقد قمة لتخفيف التوترات بشأن أوكرانيا.
و ذلك بعد خسائر حادة للعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية تزامنا مع ارتفاعات قوية للنفط والذهب، تبدلت الأوضاع فجأة.
الأسواق

وفي المقابل تراجع الذهب يوم الاثنين بعد أن بلغ أعلى مستوى في أكثر من ثمانية أشهر، بينما تخلى النفط عن أغلب مكاسبه بعدما ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار في بداية التعاملات يوم الاثنين.
وبعد الانخفاض بشكل حاد للعقود اللآجلة لمؤشرات وول ستريت لتكمل تراجعات الجمعة الماضي، عكست المؤشرات الأمريكية اتجاهه الهابط بعد الإعلان عن الاجتماع المرتقب.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بأكثر من 300 نقطة بزيادة 0.91% وصولا إلى مستويات 34.310 ألف نقطة، وزادت العقود الآجلة لمؤشر إس أند بي 500 في حدود 1% أو 42 نقطة وصولا إلى مستويات 4384 نقطة.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا في حدود 0.93% أو بزيادة بلغت نحو 130 نقطة وصولا إلى مستويات 14129 نقطة.
يوم الجمعة، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.68٪ أو ما يعادل 232.85 نقطة، وانخفض مؤشر S&P 500 SPX بنسبة 0.72٪ خاسرا 31.39 نقطة ليغلق عند 4348.87.
بينما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.23٪ بمقدار 168.65 نقطة أو 1.2٪ ليغلق عند 13548.07، مشكلاً مخطط “تقاطع الموت” الهبوطي للمرة الأولى منذ عامين.
على مدار الأسبوع، انخفض مؤشر Dow بنسبة 1.9٪، وانخفض مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.6٪ وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1.8٪.
مع هدوء المخاوف مؤقتًا بشأن اشتعال الحرب هدأ الطلب على الملاذات الآمنة تضاءل الطلب على الملاذات الآمنة بعد إعلان عزم الرئيسين الأمريكي والروسي عقد قمة بشأن الأزمة الأوكرانية.
ونزل الذهب عن ورته أعلى مستويات الـ 1900 دولار والتي تعد الأعلى منذ يونيو 2021 بعد الوصول إلى مستويات قرب الـ 1910 دولار للأوقية للتسليم الفوري.
ويتراجع الذهب الان خلال تعاملات اليوم الإثنين في حدود 0.5% نزولًا إلى مستويات قرب 1890 دولار للاوقية بخسائر في حدود 9 دولارات للأوقية.
وقالت مارجريت يانج المحللة لدى ديلي إف.إكس “يشعر المستثمرون العالميون بقلق عميق حيال (صراع) محتمل بين روسيا وأوكرانيا، والرئيس الأمريكي يقول مرارا إن الغزو ممكن في الأيام القادمة.
وأضافت المحللة لدى ديلي إف.إكس “من ناحية أخرى، يهتم المستثمرون أيضا برفع مجلس الاحتياطي الاتحادي للفائدة في مارس، لذلك من المحتمل أن يؤثر ذلك على أسعار الذهب”.
وانخفض خام برنت القياسي خلال تلك اللحظات في حدود 0.5% نزولا إلى مستويات قرب الـ93 دولار للبرميل بينما تراجع خام نايمكس الأمريكي الخفيف في حدود 0.3% نزولا إلى مستويات 90.8 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط ارتفعت أكثر من دولار في بداية التعاملات يوم الاثنين وسط مخاوف متزايدة بشأن الصراع المحتمل بين روسيا وأوكرانيا، رغم الضغوط بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن المفاوضات الإيرانية.
ووصل خام نايمكس في وقت سابق من تعاملات اليوم الإثنين إلى مستويات قرب الـ 93 دولار للبرميل بمكاسب بلغت نحو دولارين للبرميل.
بينما ارتفعت العقود الفورية لخام برنت القياسي إلى مستويات 95 دولار للبرميل بزيادة تتجاوز 2.4 دولار للبرميل قبل أن تبخر كافة تلك المكاسب.
وقال فيفيك دار المحلل في بنك كومنولث في مذكرة “إذا حدث غزو روسي كما حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الأيام الأخيرة، فقد ترتفع العقود الآجلة لخام برنت فوق 100 دولار للبرميل”.
الحرب قد تتسع لتلتهم أوروبا كلهاعاجل: سقوط قتلى
ماذا حدث؟قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بايدن وبوتين اتفقا “من حيث المبدأ” على قمة بعد سلسلة من المحادثات مع الزعيم الفرنسي، ولكن فقط إذا لم تغزو روسيا أوكرانيا.
وأكدت الولايات المتحدة هذا الإعلان إذا لم يحدث غزو، وفقا لتصريحات السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساسكي: “نحن مستعدون دائمًا للدبلوماسية”.
أدى ذلك إلى تهدئة مخاوف المستثمرين بشكل حاد حيث تصاعدت التوترات في وقت سابق يوم الأحد، بعد أن تراجعت روسيا عن تعهدها بسحب عشرات الآلاف من القوات من بيلاروسيا المجاورة في ختام التدريبات العسكرية.
وقال مسؤولون أميركيون في وقت سابق، إن روسيا قررت غزو أوكرانيا، بناءً على معلومات استخباراتية أفادت بأن القادة الميدانيين قد حصلوا على أمر نهائي للاستعداد لشن هجوم.
وتعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بفرض عقوبات صارمة على روسيا إذا قامت بغزوها، وفي المقابل يمكن لروسيا الرد بقطع صادرات النفط والغاز.
و خلال تلك الأثناء تراجعت الأسهم لمدة أسبوعين متتاليين وسط مخاوف من اندلاع حرب برية في أوروبا مصحوبة بارتفاع التضخم واحتمال حدوث ارتفاعات متعددة في أسعار الفائدة.