حكم هجر الزوجة لزوجها

حكم هجر الزوجة لزوجها

المحتويات

حكم هجر الزوجة لزوجها من شأنه تعريف كل من الطرفين حقوقه وواجباته، حتى تكون الزوجة على علم بجزائها عند الله -عز وجل- إن فعلت شيء بدون حق، وبالرغم من أن التسامح والتغافل بين الطرفين هو أساس استمرار العلاقة، إلا أن هناك بعض الأمور التي لا تستطيع الزوجة تجاوزها، وعليه فإنها تهجر زوجها، ومن خلال موقع أهل البلد سنبين ما هي هذه الأمور، موضحين حُكم بعد الزوجة عن زوجها في الإسلام.

حكم هجر الزوجة لزوجها

يتغير حكم هجر الزوجة لزوجها في الفراش باختلاف السبب، لذا إن هجرته بغير حق أو دون مبرر فإن ذلك جُرمًا قد ارتكبته ويغضب الله -عز وجل- عليها، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي حينما قال: “إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ، هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ“.

كذلك يُطبق نفس الحُكم في حال دعوة الرجل زوجته ورفضها لذلك، ويُمكن الاستدلال على هذا الأمر من خلال رواية أبو هريرة لحديث مُشابه لقول النبي: “إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” وكل من الحديثين تم ذكرهما في الصحيحين، مسلم والبخاري.

أما إذا كان الزوج ظالم سالبًا زوجته حقوقها، فإن الإسلام ينصف المرأة ولا يُحرم هجرها له في تلك الحالة، حتى تحرمه من حقوقه مثلما حرمها من حقوقها، استنادًا إلى قول الله تعالى: “من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم” الآية 194 من سورة البقرة.

حُكم هجر الزوجة لزوجها بسبب خيانته

إذا كان السبب وراء هجر الزوجة لزوجها هو خيانته لها، أو بمثابة عقاب منها له على ما يرتكبه من ممارسة الزنا والفجور مع نساء أخريات، في تلك الحالة لا يُعد هجر وإنما امتناع منها عن تلبية رغبات زوجها من باب العقاب.

بالتالي لا يعتبر نشوز ولا هجر محرم منها، وعليه فلا ينطبق عليها غضب الله مما جاء في الحديث المذكور سابقًا، بشرط أن تكون متأكدة من ارتكابه هذا الذنب ولا يكون مجرد شك أو أوهام داخل عقلها، وفي حالة تأكدها بالفعل هناك بعض الأمور التي من شأنها مساعدتها على رده إلى صوابه، وهي المذكورة فيما يلي:

  • توضيح بشاعة هذا الجُرم للزوج.
  • مصارحة الزوج بعد التأكد من أن ذلك لن يُشكل خطر عليها.
  • إخبار أحد المحارم في عائلتها، أو أحد أقارب الزوج، مثل الأب أو الأخ.
  • في حال لم تستطع الزوجة مواجهة الزوج بالطريقة السابقة، يُمكنها كتابة رسالة توضح له بشاعة الأمر وعواقبه في الدنيا والآخرة.
  • تهديد الزوج بالانفصال عنه وطلب الطلاق رغبةً في إنهاء العلاقة مع رجل خائن فاعل إثم كبير.
  • اللجوء إلى الله وحده وطلب المساعدة منه، والدعاء أن يهدي زوجها ويُعيده إلى طريق الصلاح والتوبة.

هل يحق للزوجة هجر زوجها في حالة وفاة أحد أقربائها؟

لا يختلف حكم هجر الزوجة لزوجها من عدم الجواز في تلك الحالة، حيث يوجد الكثير من النساء التي تمتنع عن معاشرة زوجها في الفراش عندما يموت أحد أقربائها حزنًا على الميت.

لكن لم يغفل الدين الإسلامي على ذكر مثل تلك الحالات، والحُكم هنا غير جائز ومحرم هجران الزوجة لزوجها، حتى ولو كان المتوفي هو أبوها أو أخوها أو ابنها، أو أمها، فيجب عليها طاعة زوجها إذا طلبها.

جاء الدليل على ذلك في رواية أم حبيبة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال:

“لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ، أنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، فإنَّها تُحِدُّ عليه أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا” صحيح مسلم.

أي أنه من حقها فقط أن تمتنع عن الزينة حزنًا على الميت لمدة 3 أيام، والتي تتمثل في الملابس الجميلة أو التطيب، أما هجرانها لزوجها لهذا السبب فهو غير جائز سواء في الثلاث أيام أو غير ذلك، وفي حالة موت زوجها فإن مدة الحداد تكون 4 شهور و10 أيام.

متى يحق للزوجة هجر زوجها في الفراش؟

حكم هجر الزوجة لزوجها في الفراش يكون غير محرم في حال كان لديها عُذر كافي للقيام بذلك، أي عُذر شرعي يأذن الله لها به أن تهجر زوجها في الفراش، مثل المرور بفترة النفاس، أو الحيض، أو نهار رمضان، أو سبب شرعي آخر جعله الله مانعًا لها من الالتقاء في الفراش مع زوجها.

أسباب هجر الزوجة لزوجها

لقد حرص الدين الإسلامي على توضيح حقوق كل من الزوج والزوجة، وقد تم التأكيد على ضرورة المعاشرة بالمعروف، وأيضًا ضرورة منح الزوجة حقها كاملًا كما هي تعطيه لزوجها كاملًا، ويُمكن الاستدلال على ذلك من قول الله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ” الآية 228 من سورة البقرة.

أيضًا من قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” الآية 19 من سورة النساء.

لكن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع المرأة إلى هجر زوجها سواء بالكلام أو في الفراش نظرًا لعدم تحملها المعيشة معه، وقبل قيامها بذلك تسأل عن حكم هجر الزوجة لزوجها في تلك الحالة لمعرفة ما إذا كانت ستفعل شيء محرم أم لا، ومن خلال السطور التالية سنذكر بعض من تلك الأسباب:

1- عدم اهتمام الزوج

الاهتمام يُعد إحدى أساسيات العلاقة الزوجية الناجحة، لذلك إذا كان الزوج غير مهتم بزوجته يُمكن لذلك أن يؤثر بشكل سلبي كبير على علاقتهم، حتى إن الأمر قد يصل إلى هجران الزوجة لزوجها.

2- وقوع الخلافات بين الزوجين

تعتبر الخلافات المستمرة أحد أبرز الأسباب التي يُمكنها جعل الزوجة تهجر زوجها تمامًا، قد يكون تجنبًا منها لوقوع المزيد من الخلافات، أو بسبب شعورها بالملل حيال ذلك، هناك العديد من الأسباب، لكن المؤكد هو التأثير السلبي لتلك الخلافات على علاقة الزوجين ببعضهما البعض.

3- شعور الزوجة بالتوتر أو الاكتئاب

يغفل الكثير من الرجال عن حقيقة تأثير التوتر والاكتئاب على رغبة الزوجة في التقرب من زوجها، وفي حالة كان هذا هو السبب يجب على الزوج محاولة التقرب منها والتخفيف عنها ما يُسبب لها تلك المشاعر، ومساعدتها على تجاوز الأمر برمته، وفي حال كان الأمر قد وصل إلى حد الاكتئاب يجب على الزواج اصطحابها إلى طبيب مختص واستشارته في الأمر تجنبًا لتدهور الحالة وازديادها سوءًا.

4- فقدان الزوجة لمشاعر الحب

يوجد العديد من العلامات التي تُشير إلى فقدان الزوجة مشاعر الحب، والتي من أبرزها هجرها لزوجها وتجنب التواصل معه لفترات طويلة من الوقت، وفي تلك الحالة يجب على الزوج التحدث معها بصراحة حول علاقتهم الزوجية وما يقع بها من أحداث.

كما أنه من الأفضل أن يسألها عن الأمور التي تُزعجها وقد تسببت في وصولها إلى تلك الحالة التي أفقدتها القدرة على التواصل العاطفي معه، وفي حال عدم تجاوبها معه أو رفضها للتحدث معه من الأساس يجب عليه اقتراح الذهاب إلى استشارة زوجية عند أحد المختصين.

كرّم الإسلام المرأة وضمن لها حقوقها كاملةً ورفع قيمتها، لكنه أيضًا أوضح حكم هجر الزوجة لزوجها وما يترتب عليه من عواقب وخيمة قد تتسبب في هلاكها في الآخرة.

تابعنا على: