من الواضح أن أزمة الليرة لم تكتب خطة المركزي التركي الاقتصادية نهايتها، بل إنها سكنتها بحل قوي بالفعل نجح في إعادتها من مستويات الـ 18 ليرة دولار إلى 11 ليرة دولار في ساعات قليلة، إلا أنه وفي الأيام التالية للحدث ويومًا بعد يوم تهبط الليرة مجددًا أما الدولار لتُعيد من جديد أزمتها التي مرت ولكن هذه المرة مع خبرة قريبة سابقة للأتراك.
فقد أعلن المركزي التركي أمس خطته لعام 2022 والذي ذكر فيه أن هدف التضخم لديه سيكون 5% وهو ما اعتبره بعض المحللين غير واقعي حيث وصل معدل التضخم في تركيا إلى 20%، بل وأن توقعات صدرت أمس من رويترز تقول بأن معدل التضخم التركي والذي سيتم الإعلان عنه في الـثالث من يناير سيصل إلى 30%.
وذكر أيضًا المركزي التركي بعض الحديث عن الاحتياطي النقدي الأجنبي وأنه لن يكون من ضمن أهدافه هذا العام تدعيمه أو ما إلى ذلك.
و بدأت الليرة التركية استفاقتها ليل يوم 20 ديسمبر، حيث نجحت في الارتفاع بـ 17.72%، ثم في اليوم التالي ارتفعت بـ 7.9%، ثم 3.62%، ثم 4.83%، ثم 6.63% يوم 24 ديسمبر إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم تنجح الليرة في الحفاظ على قيمتها أو الارتفاع بها، بل تحولت الدفة تجاه السلبية، وانخفضت الليرة التركية في ثلاثة أيام آخرهم اليوم 9.69%، ثم 1.01% أمس، و5.09% اليوم -حتى موعد كتابة الخبر-.
الليرة التركية

وخسرت الليرة التركية حتى الآن في هذا العام 66% من قيمتها، لتصبح العملة الناشئة صاحبة الأداء الأسوأ في عام 2021.
وما يبدو أن هذا الهبوط الذي تشهده الليرة التركية رغم ضمانات الخطة الاقتصادية يعود إلى عددًا من الأخبار التي ظهرت في الأيام الأخيرة، والتي تتحدث عن حرق قوي من جانب المركزي التركي لاحتياطي النقد الخاص به، فعلى الرغم من إعلان المركزي التركي أن الاحتياطي النقدي له ارتفع في نوفمبر.
إلا أن تقريرًا صدر من رويترز ادعى أن شخصيات مطلعة تتحدث عن انخفاض حاد في الاحتطياتي التركي نزولًا إلى مستويات الـ 12.16% وهبوط 42.5%.
وكذلك جاءت أخبار وصول التضخم إلى 30% لتمنح المتداولين والسكان مؤشرات سلبية عن الليرة التركية، وقد يكون هذا هو الدافع للتخلص من العملة التركية وعودتها للهبوط في هذه الأيام.

يتم تداول الليرة الآن عند 12.482 ليرة / دولار، خاسرة 5.28% وفي هذه الأحيان يُنظر إلى الذهب التركي وسعره، حيث يعد هو الملاذ الآمن للاتراك لحفظ قيمة أموالهم من تآكل الليرة التركية، وقد سجل جرام الذهب التركي اليوم 718.483 ليرة/جرام مرتفعًا بنحو 4.82%.
أما عن وجه الاستثمار الأخر الذي يلجأ إليه الأتراك فهو العملات الرقمية، التي تأتي بربح كبير ولكن مخاطرة شديدة الارتفاع، ويحبذ الأتراك توكن الشيبا إينو وهو الأكثر بحثًا من جانبهم على موقعنا.