المحتويات
متى توفي أبو بكر الصديق؟ وما سبب وفاته؟ وأين دُفن؟ هو أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قُحافة التيمي القرشي هو أول الخلفاء الراشدين وأحب الناس إلى قلبه بعد زوجته السيدة عائشة، وأحد أغنياء قريش في أيام الجاهلية، وكل هذه الأسباب هي ما تُثير فضول الكثيرين لمعرفة تاريخ وفاته، ومكان دفنه، وما يُشبه تلك الأمور من تفاصيل، وهو ما سنعرفه عبر موقع أهل البلد.
متى توفي أبو بكر الصديق؟
الإجابة على سؤال متى توفي أبو بكر الصديق تتمثل في تاريخ يوم الإثنين الموافق الثاني والعشرين من شهر جمادي الآخر في العام الثالث عشر من الهجرة، وقد حزن عليه جميع المسلمين حزنًا شديدًا، وكان آخر ما قاله قبل وفاته هو: “تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”.
قد وقع حديث بين السيدة عائشة رضي الله عنها وأبيها أبو بكر الصديق في ليلة موته، والذي سألها فيه عن عدد الأثواب الذي تم تكفين الرسول صلى الله عليه وسلم بها، وعن اليوم الذي توفي به.
عندما أخبرته أنه توفي يوم الاثنين وأن اليوم الحالي هو يوم الاثنين دعا الله أن يتوفاه في الساعات الأخيرة من ليل الاثنين، حتى يصاحب الرسول في يوم مماته كما صاحبه في حياته كلها، وأوصاها أن يتم تكفينه بالثوب الملطخ بالزعفران الذي كان يلبسه وهو مريض بعد أن يغسلوه، ثم يضيفوا إليه ثوبين آخرين.
فقالت له عائشة أن هذا ثوب قديم، فأخبرها أن الحي أبقى من الميت، وهو الأولى بالثوب الجديد ليستر به نفسه، وأن الثوب الذي سيتم تكفينه به ما هو إلا للصديد الذي يذوب من جسم الميت بعد اختفائه تمامًا، وهو حديث مرويّ عن عائشة ومنقول في صحيح البخاري على الهيئة التالية:
“دَخَلْتُ علَى أبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقالَ: في كَمْ كَفَّنْتُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: في ثَلَاثَةِ أثْوَابٍ بيضٍ سَحُولِيَّةٍ، ليسَ فِيهَا قَمِيصٌ ولَا عِمَامَةٌ وقالَ لَهَا: في أيِّ يَومٍ تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: يَومَ الِاثْنَيْنِ قالَ: فأيُّ يَومٍ هذا؟ قالَتْ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ قالَ: أرْجُو فِيما بَيْنِي وبيْنَ اللَّيْلِ، فَنَظَرَ إلى ثَوْبٍ عليه، كانَ يُمَرَّضُ فيه به رَدْعٌ مِن زَعْفَرَانٍ، فَقالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هذا وزِيدُوا عليه ثَوْبَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِيهَا، قُلتُ: إنَّ هذا خَلَقٌ، قالَ: إنَّ الحَيَّ أحَقُّ بالجَدِيدِ مِنَ المَيِّتِ، إنَّما هو لِلْمُهْلَةِ فَلَمْ يُتَوَفَّ حتَّى أمْسَى مِن لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ، ودُفِنَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ”.
سبب وفاة الخليفة أبي بكر الصديق
بعد التعرف على إجابة السؤال “متى توفي أبو بكر الصديق؟” جدير بالذكر سبب وفاته الذي يشغل بال الكثيرين، بعد تولي خلافة المسلمين لمدة سنتين وثلاثة أشهر واثنا عشر يومًا.
هو أنه اغتسل في يوم شديد البرودة، مما تسبب في إصابته بالحمى، واستمر مرضه لمدة 15 يوم، حتى وصل به إلى الحال أنه لم يقدر على إمامة المسلمين للصلاة، وقد أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يصلي بهم، وقبل أن يتوفى كانت وصايته أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن.
مكان دفن أبي بكر الصديق
يُعد سؤال “متى توفي أبو بكر الصديق” من أكثر الأسئلة شيوعًا بين الناس، لكن هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي تخص وفاته والتي تُثير الفضول في نفوسهم أيضًا، مثل ما سبب وفاته وأين تم دفنه.
لذا بعد توضيح سبب وفاته عن عمر يناهز الـ 63 عام جدير بالذكر أنه دُفن بجانب النبي في قبره في المدينة المنورة، حيث كان رأسه عند كتف النبي، وهو ما أوصى به قبل موته.
حياة أبي بكر قبل الإسلام
المعرفة متى توفي أبو بكر الصديق وكيف هو أمر يُثير الفضول لدى الكثيرين، كذلك هناك العديد ممن يتساءلون عما إذا كان أحد المشركين الذين أسلموا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن ما يستحق المعرفة هو أنه أول من أسلم من الرجال الأحرار، أما قبل ذلك فهو لم يسجد لصنم قط لأنه لم يقتنع بعبادة الأصنام التي ليس منها منفعة أو ضرر على الإطلاق، وكان أعف خلق الله في عصر الجاهلية.
حيث حرّم على نفسه الخمر قبل الإسلام، وكان دائم التأمل في كون الله الكبير وإبداع خلقه، وبحكم عمله كتاجر كان يتنقل كثيرًا بين بلد والآخر، مع العلم أنه كان واحدًا من أقرب الأشخاص إلى النبي.
مما قوّى العلاقة بينهما بشكل كبير، ولذلك عندما بُعث النبي اعتنق أبو بكر الدين الإسلامي دون ذرة تردد أو خوف، وهو ما أسعد النبي عليه الصلاة والسلام كثيرًا في هذا الوقت.
أهم أعمال الخليفة أبي بكر الصديق
في ظل الإجابة على سؤال “متى توفي أبو بكر الصديق” لا بد من معرفة أعماله العظيمة التي قام بها بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وتوليه خلافة المسلمين من بعده، حيث ساهمت تلك الأعمال في الحفاظ على صورة الدولة الإسلامية، والتي جاءت على النحو التالي:
1- مساعدة الكثيرين على اعتناق الإسلام
بعد أن دخل أبو بكر الصديق إلى الإسلام بدأ يدعو من يثق بهم من أفراد قومه إلى دينه الجديد، فكان هو أول المبشرين بالجنة، وقد أسلم على يديه 6 ممن أصبحوا من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وهم:
- عثمان بن عفان.
- الزبير بن العوام.
- طلحة بن عبيد الله.
- سعد بن أبي وقاص.
- عبد الرحمن بن عوف.
- أبي عبيدة بن الجراح.
فذهب إلى النبي ليقرأ عليهم القرآن وينبئهم بحق الإسلام، ثم جاء أبو بكر بعدد من الأشخاص مرة أخرى ليُدخلهم في الدين الإسلامي، وهم عثمان بن مظعون، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، ثم بدأ في دعوة أفراد أسرته وعائلته فأسلموا، ومنهم:
- ابنته أسماء وعائشة.
- ابنه عبد الله.
- زوجته أم رومان.
- خادمه عامر بن فهيرة.
2- حرب المرتدين
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعض المسلمين عن الدين الإسلامي، ورأى أبو بكر أنه من الضروري محاربتهم لمنع حدوث فتنة الدين، وبالفعل قام بالكثير من الحروب التي حدت من الفتنة بين المسلمين وغيرهم.
كانت تُعرف تلك الحروب باسم “حرب المرتدين” أو “حروب الردّة”، وقد وقعت في كثير من الأماكن المختلفة، مثل بني أسد، واليمامة، وبني حمامة، وحضرموت، وبني سليم، والمُهرة، وتميم.
3- جمع القرآن الكريم
لم يتم جمع القرآن في كتاب كريم عندما كان الرسول على قيد الحياة، لذلك كان جمع القرآن من صدور الرجال الحافظين والرقاع واللحاف من أعظم الأعمال التي قام بها أبي بكر الصديق والذي سيؤجر عليه عظيم الأجر من الله -عز وجل- خاصةً أن هناك الكثير من حفظة القرآن الكريم قد ماتوا في حروب الردّة.
4- تسيير جيش أسامة بن زيد
تم إصدار أمر من قِبل النبي محمد بتسيير جيش أسامة بن زيد قبل وفاته، وقد اقترح العديد من المسلمين تأخير الجيش بعدما توفي إلى رحمة الله تعالى، لكن أبو بكر صمم على إتمام أمر النبي وتسيير الجيش بشكل حازم.
ألقاب الخليفة أبو بكر الصديق
يوجد العديد ممن يعرفون بأمر تلقيب أبي بكر بـ “الصّدّيق”، وأن السبب وراء ذلك هو أنه كان يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء يقوله له دون أن يسأله عن مصدره أو صحته.
لكن الكثير لا يعرفون أن رسول الله قد منحه لقب “العتيق” وكان السبب وراء ذلك هو أن الله قد عتقه من النار، وهناك البعض ممن يقولون إنه تم منحه هذا اللقب لجمال وجهه، وآخرين يقولون لأنه قديم في الخير والصلاح.
كذلك لُقب بـ “الصاحب” وهو اللقب الذي جاء مُثبتًا في القرآن الكريم، في قول الله تعالى:
“إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” الآية 40 من سورة التوبة.
حيث أجمع علماء الدين على أن الصاحب المقصود هو أبو بكر الصديق، وأيضًا قال بعض العلماء أنه لُقب بـ “الآوّاه” وهو اللقب الذي يُشير إلى الخشية من الله -عز وجل- بينما قال إبراهيم النخعي أنه سُمى بهذا الاسم لرحمته ورأفته الشديدة بالآخرين من حوله.
كان أبو بكر الصديق رفيق النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة المنورة، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أنه أصلح الناس بعد الأنبياء والرسل.