متى كانت غزوة الخندق

متى كانت غزوة الخندق

المحتويات

متى كانت غزوة الخندق؟ وما أسبابها؟ حيث إنها كانت ابتلاء عظيم على المسلمين ولكنهم صبروا واحتبسوا إلى أن كشف الله عنهم البلاء وظهر لهم المنافقين ورحلوا المنافقين، وهي من الغزوات التي تنطوي على الكثير من المعجزات التي تشير إلى قدرة الله سبحانه وتعالى لنصر المسلمين في المعارك، سنتعرف على موعدها وكل ما يتعلق بها من خلال موقع أهل البلد.

متى كانت غزوة الخندق؟

وقعت غزوة الخندق في اليوم الخامس من شهر شوال في العام الخامس من الهجرة وكانت على حدود المدينة المنورة من جهة الشمال، وسُميت بهذا الاسم نظرًا لحفر الرسول للخندق فكان من أهم الوسائل التي استخدامها المسلمون في معركتهم، كما أنه يطلق على هذه الغزوة “الأحزاب” نظرًا لمجموعة القبائل المشتركة معًا لضرب دولة المسلمين.

من قائد غزوة الخندق؟

ضمت غزوة الخندق أكثر من 3 آلاف مجاهد من المسلمين وكان قائدها الرسول صلى الله عليه وسلم، أما من حمل لواء المهاجرين فكان “زيد بن حارثة” أما لواء الأنصار فحمله “سعد بن عبادة” رضي الله عنهم.

الجدير بالذكر أن “أبو سفيان بن حرب” كان على رأس جيش المشتركين من قبيلة قريش وبني كنانة، بالإضافة إلى “عيينة بن حصن قائد بني فزارة (غطفان)، الحارث بن عوف قائد بني مرة، مسعر بن رخيلة قائد بني أشجع، طليحة بن خويلد الأسدي قائد بني أسد وسفيان بن عبد شمس قائد بني سليم” وكان حلف المشركين يضم أكثر من 10 آلاف مقاتل بالإضافة إلى مساعدة اليهود بني نضير وبني قريظة.

أسباب غزوة الخندق

في إطار الحديث حول توقيت غزوة الخندق، كان السبب الأول وراء قيام غزوة الخندق هو تحريض اليهود إلى كفار قريش لإقامة تحالف لضرب المسلمين والتخلص منهم إلى الأبد، إلا أن المسلمين تأهبوا لذلك وبدأوا في قتالهم وفقًا إلى خطة مُحكمة وضعت من قبل رسول الله.

اقرأ أيضًا: متى توفي أبو بكر الصديق

أحداث غزوة الخندق

بعدما أخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة من المدينة بعد نقض العهد، حملوا في صدورهم الحقد الدفين على المسلمين ونبيهم، فجاء وفد كبير يضم كبار اليهود وكان يضم أكثر من 20 رجل تحت قيادة يحيى بن أخطب أبو صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، ودخلوا مكة صوب قريش، وبدأوا في تحريضهم ضد الرسول للقيام بحرب للتخلص من المسلمين.

الجدير بالذكر أن أبو سفيان رحب بهم، وقيل أن اليهود سجدوا للأصنام لكسب مودة قريش، فأنزل الله في كتابه العزيز (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا) [النساء: ٥١) وتطوع أكثر من 50 رجل من قريش وتحالفوا على ألا يخذلون بعضهم البعض.

بعد ذلك ذهب اليهود إلى واحدة من أكبر القبائل المُعادية للمسلمين إلا وهي “قبيلة غطفان” وعندئذ علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدبره الأعداء، ومن ثم أمر بنصب مجلس استشاري لوضع خطة مُحكمة للدفاع عن الإسلام، وقد طرح الصحابي “سلمان الفارسي” رضي الله عنه فكرة لم تكن معروفة لدى العرب.

الجدير بالذكر أنه أول من أسلم من فارس وذلك حيث قال كنا إذا حوصرنا تخندقنا فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «سلمان منا أهل البيت» وجاء بحديث آخر أنه أحد ثلاثة تشتاق الجنة إليهم”.

معجزات نبوية في غزوة الخندق

كان الصحابة يربطون الحجارة على بطونهم من شدة الجوع، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم صائم بشكل متواصل لعدة أيام وقد رأى جابر بن عبد الله في النبي صلى الله عليه وسلم جوعًا شديدًا، فذبح بهيمة وطحنت امرأته صاعًا من شعير ثم التمس من رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًا أن يأتي في نفر من أصحابه.

فقام النبي صلى الله عليه وسلم بجميع أهل الخندق، وهم ألف فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت برمة اللحم تغطيه كما هي، وبقي العجيبن يخبز كما هو، وجاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر إلى الخندق ليتغذى أبوه وخاله، فمرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منها التمر وبدده فوق ثوب.

ثم دعا أهل الخندق فجعلوا يأكلون منه، وجعل التمر يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه يسقط من أطراف الثوب، (رواه البخاري)، ثم جاءت قريش إلى منطقة متجمع الأسيال ومن ثم أقبلت غطفان ومن تابعهم حتى أنزلوا إلى جانب أحد ومن هنا نزل قول الله تعالى:

(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: ٢٢، أما المنافقين وضعيفي الإيمان تزعزت قلوبهم لرؤية الجيوش، وقال الله تعالى عنهم (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) [الأحزاب: ١٢]

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثة آلاف من المسلمين، وجعلوا ظهورهم إلى جبل سلع حتى يتحصنوا به، وكان يفصل بينهم وبين الكفار الخندق، حيث عندما أراد الكفار والمشركين اقتحام المدينة وجدوا خندق عريض يقف عائق أمامهم، فلجأوا لفرض الحصار على المسلمين.

الخندق قد سبب غضب كبير لدى المشركين، وكانوا يدورون من حوله للبحث عن نقطة ضعف ليتخذوها ضد المسلمين، على الجانب الآخر كان المسلمين يراقبون جولات الكفار حتى لا يقتربون منهم.

بالفعل توصلوا إلى ثغرة واستطاعوا من خلالها عبور الخندق ولكن كان علي بن أبي طالب يقف لهم بالمرصاد، ومن ثم دعا عمرو بن وُد إلى المبارزة وتقاتلا سويًا إلى أن قلته على، وعندها لم يقبل الرسول أن يسلم دية في جثته، وتركها لقريش ليدفنوه، وانهزم باقِ الكفار حتى فروا بعيدًا عن الخندق هاربين.

نتيجة غزوة الخندق

في سياق الإجابة على متى كانت غزوة الخندق؟ لم تكن غزوة الخندق من المعارك الدامية، حيث قتل فيها عدد قليل من الرجال من الجيشين، تمثلوا في ستة من المسلمين وعشرة من المشركين، إلا أنها تُعد من أحسم المعارك التي جاءت في التاريخ الإسلامي ككل.

ذلك لأنها عبرت على أنه لا يمكن لأي قوة من قوات العرب الكبيرة لا تستطيع أن تفرق القوة الصغير التي تنمو في المدينة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم» (رواه البخاري).

توقيت غزوة الخندق تعد من أهم الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي وذلك لأنها توضح أن الله سبحانه وتعالى قد مد المسلمين في معاركهم بجنود خفية لا يعلمها سواه، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة للمسلمين.

تابعنا على: