المحتويات
متى يبدأ الطفل بالكلام؟ وما هي أسباب تأخر الكلام عن الطفل؟ حيث يتلهف الآباء والأمهات وينتظرون بفارغ الصبر سماع الكلمات الأولى من الطفل، ونظرًا لأن طبيعة مهارات النطق والكلام تختلف من طفل لآخر، يمر الطفل بالمراحل المختلفة وصولًا لمرحلة التحدث بطلاقة، ومن خلال موقع أهل البلد يمكن بيان ذلك بكافة تفاصيله.
متى يبدأ الطفل بالكلام؟
تعلم الطفل لمهارات النطق والكلام يبدأ منذ العام الأول له، حيث يستمع لحديث من حوله بإنصات ويحاول أن ينطق الأصوات ويقلدها ويعمل على دمجها باستخدام شفتيه ولسانه إلى أن تخرج منه مجموعة من الكلمات غير المفهومة، وسرعان ما تتحول إلى كلمات واضحة بعد مرور 6 أشهر.
بدايةً من الشهر السادس للطفل تزيد قدرته على تعلم الكثير من الكلمات بشكل منفرد ويستمر في ذلك إلى أن يصل لعمر الـ 18 شهر ويبدأ في تكوين الجمل القصيرة، وبعد أن يصل لعمر السنتين يصبح قادر على نطق الكثير من الكلمات والتعبير عن المشاكل والسلوكيات المختلفة.
مراحل تعلم الطفل الحديث
للإجابة على متى يبدأ الطفل بالكلام؟ بشكل أكثر تفصيلًا، نستعرض سويًا المراحل التي يمر بها الطفل لتعلم الكلام وفهم الحديث من حوله والتي يمكنك ملاحظتها بسهولة، وتتمثل هذه المرحلة فيما يلي:
1- داخل رحم الأم
الجدير بالذكر تطور الاستماع والإنصات يبدأ لدى الطفل منذ وجوده داخل الرحم، حيث يبدأ في الاستماع إلى نبضات قلب الأم ويتعود عليها، ثم يستجيب إلى الأصوات من حوله ويترجمها عبر مجموعة من الركلات على بطن الأم ليوضح لها أن يستمع إلى الأصوات الصاخبة من حوله.
2- الثلاثة أشهر الأولى
بعد ولادة الطفل يبدأ في البكاء بشكل مستمر، ويُعد الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التعبير عما يريد في الحياة، سواء كان يشعر بالجوع أو التعب أو الانزعاج، على الرغم من ذلك في الكثير من الأحيان يمكنه أن يطرح بعض الضحكات والهمهمات التي تدخل على قلب أبويه السعادة والفرحة.
خلال هذه الفترة يستمع الطفل للكثير من الكلمات صعبة الفهم بالنسبة لها، ولكنه مع مرور الوقت يبدأ في الإستجابة معها.
3- من الشهر الرابع للشهر السادس
بدايةً من هذه المرحلة يبدأ الطفل في الثرثرة بشكل واضح، ويجمع ما بين الحروف ليستطيع نطق الكلمات المختلفة، وعندما يصل لعمر 6 أشهر يصبح قادر على فهم من حوله والاستجابة للنداء، ويهتم بشكل مستمر في اكتشاف صوته من حيث استخدام اللسان والأوتار والأسنان في إصدار أصوات مختلفة، مثل “كاكا” أو “دادا” وعلى الرغم من أنه لا يفهم هذه الكلمات إلا أنه يستمتع عند الاستماع إليها.
4- من الشهر السابع للشهر الثاني عشر
عند وصول الطفل للشهر السابع يبدأ في الشعور بالضحك والتفاعل مع الأشياء من حوله بشكل منطقي أكثر، ومن هنا يمكنك التفاعل معه من خلال مبادلة الحديث والقراءة وشرح الكلمات ليستجيب لها.
5- من الشهر الثالث عشر حتى الشهر الثامن عشر
خلال هذه المرحلة يستخدم الطفل كلمة واحد يدرك معناها ويبدأ في استخدامها بشكل مستمر إلى أن يصبح قادرة على التلاعب بنبرات الصوت، وفي نهاية هذه المرحلة يصبح قادر على استيعاب مدى أهمية اللغة للتعبير عن الاحتياجات الخاصة به.
6- من الشهر التاسع عشر حتى الرابع والعشرين
على الرغم من أن قدرة الطفل لا تجعله قادر على استخدام أكثر من 50 كلمة، إلا أنه قادر على استكشاف الكثير من الكلمات الأخرى التي تنطق من حوله وينتبه إليها، وذلك ما يجعله قادر على النطق بالجمل الكاملة عند وصوله إلى عمر سنتين، وبإمكانه أن ينطق جمل مكونة من أربعة كلمات وأكثر، وذلك ما يزيد من مدى استيعابه.
كما أن خلال هذه المرحلة يصبح قادر على التعبير عما يريد وما لا يريد، وعن الأشياء التي يفضلها والتي يكرهها، إلا أنه يمكن أن يخطئ في الضمائر وغيرها من القواعد الأخرى.
7- من عمر عامين إلى ثلاثة أعوام
بدايةً من عمر السنتين يبدأ الطفل في تكوين الجمل والربط بينها بشكل أفضل، كما أنه يستخدم مهارات الكلام بطريقة فعالة في التعبير عما يريد، وعند وصول الطفل إلى ثلاثة أعوام يصبح قادر على الحديث بطلاقة تامة، كما أنه قادر على استخدام الجمل المُركبة في التعبيرات.
لكن يجب العلم أنه في حالة إذا كان الطفل نشأ في بيئة تحتوي على أكثر من لغة، فإن ذلك سوف يؤثر عليه ويعرضه إلى تأخر الكلام بسبب تداخل اللغتين في آن واحد.
أسباب تأخر نطق الطفل
قد تتباين أسباب تساؤل الأمهات والآباء حول متى يبدأ الطفل بالكلام؟ وقد يكون السبب وراء ذلك هو تأخر الطفل في الكلام، ومن ضمن الإجابة على السؤال يمكننا استعراض الأسباب التي تؤدي لتأخر نطق الطفل والتي تتمثل فيما يلي:
1- تواجد الطفل في الأجواء الصامتة
من أهم الأسباب التي تؤدي لتأخر نطق الطفل في التواجد المستمر في الأجواء الصامتة، فعادةً ما ينصح أطباء التخاطب الآباء والأمهات بالتحدث بشكل مستمر مع الطفل منذ الأشهر الأولى له، فذلك يحسن من قدرته على النطق.
2- مواجهة مشكلات في السمع
عند الإجابة على متى يبدأ الطفل بالكلام؟ نجد أنه في بعض الأحيان قد يكون تأخر نطق الطفل عائد إلى عدم قدرته على السمع بشكل جيد، وذلك ما قد يشير إلى إصابته بالالتهابات الأذن الوسطى المتكرر، حيث من الطبيعي متابعة استجابة الطفل للحديث من حوله.
3- تأخر النضج العقلي للطفل
قد يواجه الطفل بعض المشكلات في النمو بشكل طبيعي، وذلك ما يتسبب في تأخر نطق الطفل لعدم قدرته على الاستجابة، ويعود ذلك لأسباب وراثية في العائلة.
4- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة
هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الطفل في المراحل الأولى من عمره وتؤثر على نطقه واستجابته للحديث مع الآخرين والتي من بينها ما يلي (مرض التهاب السحايا، وضمور العضلات، مرض التوحد)، وهناك بعض الإصابات التي تكون في منطقة النطق، مثل اللسان المربوط، والجدير بالذكر أن هذه المشكلة قد تتطلب إجراء عملية جراحية حتى يعود اللسان لطبيعته، ويأتي ذلك في إطار الإجابة على متى يبدأ الطفل بالكلام؟
نصائح لعلاج تأخر نطق الأطفال
في حالة ملاحظة تأخر نطق الطفل عن المعدل الطبيعي له، يجب القيام ببعض الطرق التي تساعد في علاج هذه المشكلة، وتتمثل الطرق فيما يلي:
- الحرص على الحديث مع الطفل بشكل مستمر، فذلك ما يتسبب في تعزيز حاسة السمع لديه، بالإضافة إلى تحسين النطق، ويسرع من استجابة الطفل للحديث في وقت مبكر.
- اصطحاب الطفل للرحلات والمجتمعات المحيطة به، فذلك ما يتسبب في خلق أجواء تشجعه على التعلم والتواصل مع الآخرين، وذلك يزيد من قدرة الطفل على الكلام بشكل أسرع.
- عزل الطفل من أهم الأسباب التي تأخر نطقه، لذا من الأفضل أن يختلط الطفل بغيره من الأطفال، سواء كان داخل المنزل أو في الخارج.
- إظهار السعادة عن الاستماع لكلمات الطفل الأولى، وذلك ما يترك الأثر الإيجابي على الطفل مما يجعله يساعد نفسه لقول المزيد من الكلمات.
- استخدام الألعاب أثناء الحديث مع الطفل، حيث تعد ذلك من الطرق المثالية التي تحفزه وتزيد من رغبته لتعلم المزيد من الكلمات.
- تجنب استخدام الكلمات الخاطئة حتى لا يتعود الطفل على نطقها بالشكل الخاطئ.
- على الأم أن تشرح لطفلها كل ما يدور من حوله حتى يكون على قدر من الاستيعاب.
- التحدث مع الطفل بطريقة بطيئة وبوضوح مع التلاعب بنبرة الصوت حتى يتشجع لتعلم المزيد من الكلمات.
- قراءة القصص والكُتب للطفل بطريقة بسيطة، مع شرح مضمون الكلام.
- كثرة الحديث أمام الطفل والنداء على الأسماء.
- شراء الألعاب التي تحتوي على الأصوات المختلفة.
سرعة نطق الأطفال من العوامل التي تزيد من قدرته على الاستجابة مع المؤثرات من حوله، وعند ملاحظة الأم لتأخر ذلك عليها توجيهه إلى أخصائي تخاطب.