غزة بيسان ياسين
من بين ثنايا جدران عاف عليها جفاف قارب الاثني عشر عاماً برز ضوء أمل لدى الابن الذي ملك التصميم والإبداع عن والده قام بتحويل عطب هذه الجدران التي أغلقت من الإنتفاضة الأولى لرائحة المعجنات اللذيذة وإعادة روح والده الذي طالما عرف لطيبة مأكولاته في المنطقة هذه قصة إسماعيل قاسم الملقب “أبو زهير” صاحب محل المعجنات في سوق الدهب بجوار المسجد العمري الكبير بمدينة غزة.

“أبو زهير” المقيم في حي الزيتون شرقي المدينة، يستيقط هو وأولاده كل يوم صباحاً لجمع قوت يومهم من الساعة الرابعة فجراً وحتى آذان المغرب
يقول أبو زهير: “بدأت الأمر بعد ترميم المكان، حيث واجهت صعوبة بسيطة لكن تجاوزتها بحمد الله بأمرين وهما معاملتي الطيبة للزبائن، والأمر الثاني، وهو المكان الجميل الذي يوجد به المحل وهو المسجد العمري المكان الأثري القديم مما شجع الزبائن من كلا الجنسين لحضور المكان بشكل شبه يومي بكل حب وقيامهم بدعوة أشخاص آخرين لزيارة محل المعجنات، كما ونقوم بتقديم طلبات خارجية”.

ويضيف أبو زهير: “تأثير المكان عليه هو أن منقوشة الزعتر شيء قديم وارتباطها بالمكان الأثري، المسجد العمري، كان من أيام أجدادنا وآبائنا، وهو من عززز استمرارنا بهذا المكان، فبدأنا ببيع منقوشة الزعتر ومنقوشة البيض، وكنا نتعارف عليها كشيء أثري مرتبط بالماضي، ومن ثم أصبحنا نواكب العصر ونعمل منقوشة البيتزا وصفيحة الحمة والجبنة البيضة والصفرة، وطورنا على حسب رغبة الزبائن”.

وتابع بقوله: “بالنسبة لاستقبال الناس يكون كاستقبال أهلي، واعتبر نفسي استقبل عائلتي وأصدقائي بالتأهيل والسلامات واصطحبهم حتى يجلسوا إلى الطاولة، ومنهم من يحب التصور معي ومنهم من يقوم بعزيمتي على الفطار، فنكون أهلية وأخوية وهاد الشيء الذي بيفتقده الأشخاص أنا أقوم بتقديمه لهم، وبالنسبة للخدمة واكبنا العصر وقمنا بعمل “منيو” نقدمه للزبائن ونأخذ ورقة وقلم ونسجل الطلبات ونعمل فاتورة ونجهز الطلبات ونقدمها لهم بكل احترام”.

بدورها، قالت المواطنة سميرة البالغة من العمر “٢٣ عاماً” إن المكان جميل جداً والمعاملة أهلية، وبالمكان لا تعتبر نفسها من الغرباء.

واضافت سميرة: “بالنسبة للطعام فهو نظيف ويأتي من الفرن مباشرة ويوجد مشروبات منوعة، ومعاملة أبو زهير رائعة وهي التي تحبب تواجدنا في المكان، وهذه المرة الثانية التي أزور بها المكان خلال هذا الأسبوع وأنصح الأشخاص الآخرين بزيارة المكان لمراعاته لجميع الظروف، فيمكن دفع مبلغ قليل ونحصل به على المعجنات والشراب”.
أما محمد عجور أحد الزوار، فقد عبّر عن إعجابه بالمكان، قائلاً: “المكان فخم ورائع جداً ويسوده الهدوء، والأكل لذيذ ونظيف، أبو زهير رجل محترم ومعاملته ماشاء الله أخوية لنا وأولاده مرتبين ونظاف”.
وتابع عجور: ” أحب دائما زيارة المكان، وأنصح الجميع أن يأتوا ويتذوقوا الأكل، وهو أزكى من أكل المطاعم”.