من الواضح أن عملة أخرى كانت ولا تزال تعاني ضغوط ضخمة تواصل التفوق على سيد العملات.
ولليوم الثاني على التوالي يوسع الروبل مكاسبه مقابل الدولار ليتجه إلى أعلى مستوياته مقابل العملة الأمريكية خلال شهر تقريبا، وذلك رغم العقوبات الهائلة التي يتم فرضها على روسيا.
وارتفع الروبل الروسي خلال تعاملات الخميس إلى أعلى مستوياته منذ بداية مارس الجاري مدعوما بقرار الرئيس بوتين بشأن صادرات الغاز الروسية للدول غير الصديقة.
وقفز الروبل الروسي الآن بأكثر من 2% وصولا إلى مستويات قرب الـ 95 روبل للدولار بينما قفز خلال تعاملات أمس في حدود 6% ليصل أدنى مستويات الـ 98 روبل للدولار.
ومنذ سقوط الروبل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار في مطلع مارس حينما نزل إلى مستويات قرب الـ160 روبل للدولار دخل الروبل في موجة من الارتفاعات بفعل قرارات الإنعاش الروسية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو قررت تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن.
وشدد على أنه لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل توفير إمدادات الغاز بحسب العقود المبرمة، على الرغم من اتخاذ عدد من الدول قرارات غير قانونية بتجميد أصول روسيا.
وبعد فترة من الاتجاه العرضي قرب مستويات الـ98، يبدو أن مؤشر الدولار يستعد لجولة صعود جديدة صوب مستويات الـ100 التي وصل إليها قبيل قرار الفيدرالي الأخيرة بتحريك أسعار الفائدة 25 نقطة.
وعزا محللون عدم ارتفاع الدول بعد القرار الأخير إلى ان الأسواق كانت بالفعل قد سعرت زيادة الفيدرالي بواقع 25 نقطة أساس وهو ما حدث بالفعل.
إلا أن الدولار بدأ يتخذ اتجاها صاعدا في اليومين الماضيين عقب تصريحات بشأن احتمال رفع الفائدة في الاجتماع المقبل بنحو 50 نقطة أساس دفعة واحدة.
وفي المقابل من ارتفاع الدولار تراجعت عملات اليورو 0.2% بينما نزل الإسترليني بالنسبة ذاتها، فيما انخفض الدولار الاسترالي في حدود 0.3%.
وجنبًا إلى جنب من ارتفاعات الدولار، زاد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته منذ مايو 2019 وصولا إلى مستويات 2.359%.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، اليوم الإثنين، إن البنك المركزي الأميركي يجب عليه أن يتحرك على وجه السرعة لخفض التضخم المرتفع، مضيفا أنه قد يستخدم زيادات أكبر من المعتاد في أسعار الفائدة إذا كان ذلك ضروريا.
وأضاف باول سوق العمل قوية جدا والتضخم مرتفع جدا، هناك حاجة واضحة للتحرك على وجه السرعة لإعادة موقف السياسة النقدية إلى مستويات أكثر حيادا ثم التحرك إلى مستويات أكثر تقييدا إذا كان ذلك هو المطلوب لاستعادة استقرار الأسعار.
وقال باول: “إذا توصلنا إلى أن من المناسب التحرك بقوة أكبر برفع سعر فائدة الأموال الاتحادية بأكثر من 25 نقطة أساس في اجتماع أو اجتماعات، فسنفعل ذلك.