متى تم اختراع الكاميرا؟ ومن هو أول من اكتشفها؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم؟ تُمثل تلك الأسئلة أهمية كبيرة لمحبي مجال التصوير، والأشخاص الذين يدفعهم فضولهم إلى التعرف على تاريخ التصوير الفوتوغرافي، حيث كان الإنسان مهتم بحفظ الصور منذ أقدم العصور، بدءً من الرسم على جدران الكهوف، ووصولًا إلى استخدام الكاميرا، ومن خلال موقع أهل البلد سنطرح كافة التفاصيل المتعلقة باختراع هذه الآلة.
متى تم اختراع الكاميرا؟
تأتي الإجابة على هذا السؤال على مراحل متقطعة، حيث شارك في اختراعها وتطويرها العديد من الأشخاص، وقد فشلت عدة محاولات لاختراعها، لكن يُمكن نسبة تاريخ الكاميرا الأول إلى العصور الوُسطى، وقد جاءت مراحل اختراعها على النحو التالي:
أولًا: ابن الهيثم
يتمثل أول جزء من أجزاء إجابة السؤال متى تم اختراع الكاميرا في المعرفة بابن الهيثم وما قام به، وهو عالم فيزيائي استخدم الكاميرا ذات الثقب الأول، أو ما تُعرف باسم “الحجرة المظلمة” في العصور الوُسطى، وقد نسب الكثير من المؤرخين الفضل في اختراع الكاميرا له؛ نظرًا لِما قام به من بحوث عديدة في مجال البصريات عمومًا.
ثانيًا: جوزيف نيبس
هو عالم فيزيائي ومخترع فرنسي حمل لُقِب “رائد التصوير الفوتوغرافي” حيث قام بتحضير أول صورة فوتوغرافية عام 1826مـ، من خلال تعريض سطح حساس للضوء في آلة تصوير، وقد تعاون مع لويس داجير لفترة طويلة من الوقت لإجراء تعديلات وتحديثات على طريقة إعداد فيلم التصوير.
ثالثًا: لويس داجير
بعد وفاة جوزيف نيبس أصبح العالم الفرنسي لويس داجير المعتمد الرسمي لاختراع الكاميرا وتطويرها، حتى تم منحُه لقب مخترع أول كاميرا عام 1839م، وما حفزه للقيام بذلك هو رؤيته عدة أشخاص يحاولون اختراع الكاميرا لكن تفشل محاولاتهم، حتى نجحت محاولته عام 1827م.
تاريخ التصوير الفوتوغرافي
غالبًا ما يهتم من يتساءلون متى تم اختراع الكاميرا بمعرفة تاريخ التصوير الفوتوغرافي، حيث مر بعدة مراحل حدث فيها تطورات متتالية، وذلك على يد علماء مختلفين، كما هو موضح فيما يلي:
1- ابن الهيثم
صاحب فكرة الحجرة المظلمة التي صُممت لأول مرة عام 1600م، حيث تمثلت الفكرة في جعل الضوء يخترق غرفة صغيرة الأركان، يكاد ألا يتخللها ضوء إطلاقًا، من منفذ مُعين، ليسقط على جدارها ذو اللون الأبيض، وهو تحديدًا ما يجعل الرؤية تنعكس بشكل واضح.
2- جيرولامو كاردانو
العالم الإيطالي الذي قام بتصميم عدسة محدبة الوجهين، لاستخدامها على الثقب الذي يُدخل الضوء من وإلى آلة التصوير، وذلك عام 1550م.
3- العالم دانيال
هو من قام بعمل الدراسات حول نتيجة إضافة حدقة إلى عدسة الكاميرا على جودة الصور المنتجة، ومدى وضوحِها.
4- العالم دانتي
العالم الذي قام باستخدام مرآة مقعرة للتصوير، اعتقادًا منه بأن ذلك يُعدل وضع الصورة ويجعلها أكثر وضوحًا، بدلًا من الوضع المعكوس.
5- جوهان ستورم
يُنسب إليه اختراع كاميرا التصوير العاكسة بزاوية 45 درجة، لذا تم إدراجُه ضمن العلماء المؤثرين في تاريخ التصوير الفوتوغرافي.
6- جونان شولز
هو العالم الفيزيائي الذي بيّن الرابط ما بين الطباشير وحمض النتريك عام 1717م، وهو ما يرتبط ارتباط وثيق بتصوير الكاميرا، حيث يتحول اللون إلى الأرجواني الغامق عند تشكيل الصورة بضوء الشمس.
7- نيسيفور نيبس
قام بالتقاط أول صورة ثابتة عام 1822م، ثم التقط صورة للطبيعة استغرق تصويرها 8 ساعات تقريبًا باستخدام كاميرا تعمل بحساس ضوئي، وذلك عام 1827م.
8- لويس داجير
من أبرز العُلماء المؤثرين في تاريخ التصوير الفوتوغرافي، حيث قام باختراع آلة تصوير فوتوغرافية عام 1839م، حتى أنه سمّاها بلقبِه وهو “داجير”.
9- جورج كوداك
يأتي هذا العالم ليكون اسمُه هو اسم أشهر كاميرا عالمية، فقام بصنعها اعتمادًا على اللوح الحساس، وتميزت بصغر حجمها الذي سهّل أمر حملها باليد بفيلم مُغطى بالجيلاتين والبروميد.
اقرأ أيضًا: إختراعات غيرت مسار البشرية
تطوّر التصوير الفوتوغرافي
الإجابة على سؤال “متى تم اختراع الكاميرا؟” تُطرَح ورائِها الكثير من التفاصيل المتعلقة بتطور التصوير الفوتوغرافي، حيث وقعت عدة تحديثات عليه على يد علماء مختلفين، حتى جاءت مراحل التطور على النحو التالي:
1- العالم البريطاني ويليام تالبوت
اخترع طريقته الخاصة في التصوير التي أُطلق عليها “Calotype” عام 1830م، والتي تتم من خلال وضع صفيحة ورقية مطلية بكلوريد الفضة أمام الضوء من خلال الكاميرا المُظلمة.
فوجد أن لون المناطق التي وصل إليها الضوء أصبح مُظلم، وهي ما يُطلق عليه اسم “الصورة السالبة” وفقًا لرأيُه، علمًا بأن التطور في تلك الطريقة هو أنه استخدم حمض الغاليك الذي حفّز سرعة تفاعل كلوريد الفضة مع الضوء، مما أدى إلى تقليل زمن التعرُض الضوئي إلى دقيقة واحدة فقط.
ثم استخدام مادة هيبوسولفيت الصوديوم لتثبيت الصورة على الورقة، مما ساعده على إنتاج أكثر من صورة موجبة من خلال الصورة السالبة الناتجة من التصوير لأول مرة عند الطباعة على أوراق حساسة أخرى.
تميّز هذا الأسلوب في التصوير بإمكانية إنتاج أكثر من نُسخة من الصور، وهو ما لم يستطع لويس داجير القيام به في طريقته للتصوير.
2- العالم الإنجليزي فريدريك سكوت
جاء في عام 1851م ليُطلق طريقته الخاصة، والتي تمت عن طريق استخدام المحاليل الرطبة، فقام بتغليف لوحة زجاجية بمحلول نترات السليلوز بعد أن أضاف إليه بعض مُركبات اليود القابلة للذوبان.
ثم وضعها كاملةً في محلول نترات الفضة، على أن يتم ذلك في غرفة مظلمة لإنتاج يوديد الفضة، ثم عرّض اللوحة الزجاجية بعد ذلك إلى الضوء في الكاميرا وهي ما زالت رطبة، ثم سكب محلول حمض البيروغاليك عليها.
بعد أن ثبتها بمحلول هيبوسولفيت الصوديوم القوي قام باستبداله بمحلول سيانيد البوتاسيوم، على أن يتم كل ذلك بشكل سريع قبل أن تجف اللوحة، وبعد الانتهاء من كافة تلك الخطوات يُمكن استخدام الألواح.
3- العالم ريتشارد مادوكس
اختُرِع الألواح الجافة عام 1871م، والتي تكون عبارة عن ألواح زجاجية مغطاة بطبقة جيلاتينية حساسة من بروميد الفضة، وما ميّزها عن غيرها هو إمكانية تخزينها لحين التعرُض إلى الضوء للتصوير، ثم تحميضها في غرفة مظلمة في الوقت المناسب.
جدير بالمعرفة أن العامل الذي ميّز تلك الطريقة عما قبلها هو أنه من الضروري تطبيق كافة الخطوات المذكورة بشكل متتالي وسريع، دون التوقف لفترة من الوقت، حيث يُمكن لذلك أن يُفسد الطريقة تمامًا.
أصل تسمية الكاميرا بهذا الاسم
مصطلح الكاميرا بالعربية يتمثل في “قُمرة” ومعناها المكان المظلم، أو بشكل أوضح “الغرفة المظلمة” وهي أول فكرة نُفذت لاختراع الكاميرا على يد ابن الهيثم، حتى دخلت اللغات الأجنبية بمعنى غرفة وتُكتب بتلك الطريقة “Camera”.
تم استخدام هذا المصطلح لفترة طويلة من الوقت على مدى قرون عديدة، حتى اختُرِعَ قُمرة التصوير، فانتشر استخدامها لوصف آلة الكاميرا، وما زالت الكاميرا مستخدمة حتى يومنا هذا، كما ظل استخدام كلمة “قُمرة” في اللغة العربية أيضًا.
آلية عمل الكاميرا
في ظل التعرف على إجابة السؤال “متى تم اختراع الكاميرا؟” نجد أن هناك العديد ممن يُثيرهم الفضول ويرغبون في معرفة كيف تعمل الكاميرا من الأساس، وهو ما يتمثل في عدة خطوات، حيث يقوم كل جزء بمُهمة معينة، حتى يتم الأمر على النحو التالي:
- عدسة الكاميرا: هي الجزء المسئول عن التقاط الضوء الصادر حول الكاميرا، وهو ما يساعد على الوصول للزجاج، وبالتالي إخراج صورة كاملة.
- المستشعر الضوئي: تتجمع الأشعة الملتقطة من قِبل العدسة على المستشعر الضوئي، مما يُساعد على إنتاج صورة حادة وواضحة بشكل كبير.
- المسافة اللازمة: يتم ضبط وتحديد المسافة بين الشيء المراد تصويره وبين الكاميرا لإنتاج الصورة بأفضل شكل ممكن.
- الطول البؤري: يمثل المسافة بين أشعة الضوء المتجمعة على العدسة، وبين مكان تواجدها عند المستشعر.
- تحريك العدسات: هو ما يُعرف بمصطلح “Zoom” وهو تحريك العدسات إلى الخلف أو الأمام للتمكن من التقاط صورة واضحة، سواء من بعيد أو من قريب.
- التركيز البؤري للعدسة: يُعد العامل المسئول عن تحريك الزجاج الموجود بجانب المستشعر، مما يساعد على التقاط الصورة بشكل أكثر وضوحًا.
- البيكسل: تُسمى وحدة قياس الصورة “البيكسل” وهي المسئولة عن التكوين الأساسي للصورة، حيث تحتوي الصورة الواحدة على آلاف البكسلات، وكلما زاد عددها تظهر الصورة بشكل أفضل، حيث تلتقط الكاميرا الصورة ثم يتكون البيكسل على المستشعر الذي يعمل بالضوء.
- الغالق/ الشاتر: تتمثل وظيفته الأساسية في الفتح أو الغلق أثناء التقاط الصور، علمًا بأن هُناك علاقة طردية بين سرعته وكمية الضوء الصادرة إلى الصورة، حيث إنها تقل كلما زادت سرعته.
تمثل الكاميرا أهمية كبيرة إلى الكثير من الأشخاص، فلا يُمكن الاستغناء عنها بالنسبة لهم، حيث تستخدم في تصوير اللقطات الهامة ما بين الحياة الشخصية والحياة العامة.